أنا من المعجبين بالطرح التكتيكي للناخب الوطني باتريس نفه فالخطة 4، 3، 3 التي تتحول إلى 4، 5، 1 في حالة الدفاع هي الخطة الأنجع إن لم أقل المثالية مع مراعاة قدرات لاعبينا ومستوى الخصم، وهي الخطة التي تمرن عليها منتخبنا في أكثر من خرجة.

أمام الكونغو لم يكن باتريس نفه يحتاج لتغيير الخطة لأننا نريد دفاعا آمنا ووسطا مهيمنا ونجاعة في الهجوم، ولن يتأتى ذلك سوى بالخطة 4، 3، 3، فأنا ومن منطلقي البسيط أتفق مع باتريس 100%، حتى أنني أتفق معه في اختيار توظيف اللاعبين ككل أي فني فهو الأقرب والأعرف بالمجموعة.
إلاّ أنني أعيب عليه بوصفي متفرج عادٍ لا أملك نظرة تكتيكية ثاقبة، عدم ردة فعله في الشوط الثاني بل قبل صفارة بداية الشوط الثاني حيث كان كل شيء واضح لنا نحن المتفرجون أصحاب "الحس الياسر". فالشوط الأول أعطانا انطباعا عن القائد موسى باقايوقو أنه خارج اللقاء فهو لم يساعد في بناء أي هجمة ولم يقدم حلولا لزملائه بل كان على عكس ذلك يوقف انسيابية اللعب بصدامه مع الحسن مرة وعمار صمب مرة وعدم التنسيق مع بلاي مرات أخرى، ونحسه مشحون من الضغط العصبي بشكل لا يتناسب مع وظيفته القيادية التي من ميزتها الحكمة والرزانة وتهدئة زملائه لا مجادلة الحكم في قراراته نهائيا. لاعب آخر الكل شهد بأنه لم يكن في يومه وهو لاعب الدفاع بوكر كوليبالي الذي لم يغطي ولم يمرر وكان هائما في رواغه فتطلب الأمر من يعقوب الفال التغطية الشبه دائمة وعودة اللاعب بسام في بعض الأحيان.
كان تصوري أن المدرب نفه قبل بداية الشوط الثاني سيأتي بتغيير بسيط، يسحب خلاله اللاعب باقا ويدخل اللاعب صمبا ولد عبد الله كجناح ويعيد اللاعب بالاي للوسط كصانع ألعاب مكان اللاعب باقا. وفي الدفاع ينقل المدافع ماماد واد من الجهة اليمنى التي لا يجيدها أبدا للجهة الشمالية مكان بوكر كوليبالي ويدخل للجهة اليمنى باب ساخو الذي يجيد اللعب بالقدمين.
مع هذه الخطة كان بالإمكان أن تكون هناك سلاسة في الوسط وسرعة نقل الهجمة مع بالاي بالتنسيق مع الجناحين صمبا وبسام ورأس الحربة اعلي الشيخ، وارتكاز متين في اللعب يديره كل من الحسن العيد و عمار صمب. بقي أن نشير إلى أن اللاعبين قدموا مجهودا قويا ورائعا وكان العنصر الذي لم يخيب الآمال في نظري هو الظاهرة الحسن العيد,
لا أعتقد أن الخطة ستتغير في اللقاءات القادمة لكن العناصر ربما تتغير فأكيد لن يكون هناك باقا كما أنه من الصعب أن يعيد المدرب مرة أخرى بوكر كوليبالي، وعودة التقي ويعقوب دينا ستعطي متنفس جديد للمنتخب أمام أنغولا وكلنا أماني في إنجاح الخطة وحسن التطبيق .