موجة الأفراح العارمة التي عمت كافة تراب الجمهورية بعد انتهاء مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره السنغالي، هي حدث وطني استثنائي ومميز بكل المقاييس، فعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تخرج الجماهير وينطلق أزيز السيارات وسط صيحات المؤيدين، لكنه المرة الأولى التي يتقاسم هذا الفرح كافة المواطنين من مختلف المشارب والمكونات- الفئات والأعمار، ليس من أجل مرشح فاز بالرئاسة أو حزب حاز أغلبية مقاعد البرلمان وانقلاب تم إجهاض... الخ من أنماط الخرجات التي ألفها الشارع الموريتاني.

هذه المرة خرج واحتفل الكل بموريتانيا ولأجل موريتانيا، وتلك لعمري هي نكهة النصر عندما يكون للوطن ومن أجل الوطن، نعم لقد كان أداء المنتخب الوطني في هذه المباراة مبهرا ورائعا، وكان الحضور المكثف للجماهير مشرفا، وبالتأكيد فإن حضور رئيس الدولة وكبار مسؤوليها شكل شحنة معنوية هامة.

ولا تكمن قيمة انتصار اليوم في كونه يمحو تاريخا طويلا من الهزائم والاحباطات، بقدر ما إنها فرصة لتقديم موريتانيا بوجه مشرق مشرف وتحيين صورتها في المحيط الرياضي الدولي، فالرياضة اليوم باتت الذراع الطويل للدبلوماسية الناعمة، مما يستدعي جهدا وطنيا مضاعفا لاستثمار هذا الحدث وتوظيفه والأهم من ذلك هو الحفاظ عليه، وفي هذا السياق سيكون من المناسب والمحفز أن ينال فريقنا الوطني الشاب والصاعد ما يستحقه من التشجيع والتقدير، لذلك أقترح على رئيس الدولة أن يوشح أعضاء هذا المنتخب بأعلى أوسمة الجمهورية، وتقديم الدعم المادي والفني لهم وللاتحادية المشرفة على تأطيرهم حتى يتاح لنا أن نفرح مستقبلا بمزيد من الانتصارات الوطنية المشرفة التي ترفع من شأن موريتانيا، وتقوي من مكانتها الدولية.