في ليلة من ليالي نواذيبو الباردة وعلى وقع رياح المحيط الأطلسي التي تبعث في القلب الحماس والشعور بالفخر والاعتزاز التقى الغريمان التقليديان أفسي نواذيبو واسنيم كانصادو في ثالث مباراة رسمية للناديين هذا الموسم في إياب بطولة الدرجة الأولى لكرة القدم عن الأسبوع التاسع عشر.

دخل متصدر الدوري الوطني الممتاز لكرة القدم نادي أفسي نواذيبو بتشكيلته الاعتيادية الشيخ افال في حراسة المرمى وفي الدفاع المخضرم يعقوب افال وبابيس وسالي ومصطفى وفي الوسط ثنائي ارتكاز المنتخب الوطني التقي وعمار صمب وصانع الألعاب الشيباني والجناح ابابيس وفي الهجوم ويلي وسيسي.

أما نادي اسنيم الذي يفتقد اللاعب الموهوب عالي الموقوف على إثر دربي الكأس الوطنية بين الناديين فقد دخل بتشكيلة قوية ومحكمة أغلق من خلالها المساحات وهي في حراسة المرمى سعد بوه وفي الدفاع عمار والحاج والكحزه وسيدي وفي الوسط ديارا وحبيب وماينيش وفي الهجوم الجناحين صانع الألعاب عثمان الذي لعب جناحا في الشوط الأول وبابوي مع المهاجم الصريح ابيجيلي هداف الدوري الوطني الممتاز حتى الآن.

بدأت المباراة برغبة جامحة في الانقضاض على المباراة وتمزيق شباك أفسي ورد الاعتبار لخسارة مباراتي الذهاب والكأس الوطنية قبل أيام، فيما اكتفى البرتقالي بالذود عن مرماه والتركيز على المرتدات لينتهي الشوط الأول بدون أهداف.

وفي الشوط الثاني عمد اسنيم كانصادو إلى تغيير جذري في تشكيلته أعطى مفعول السحر حيث رجع الجناح عثمان الملقب توتي إلى الوسط لبداية الهجمات من هناك وتموين الجناح بابوي وابيجيلي وبعد أن استقرت الأمور واستتب الوضع في الشوط الثاني سحب الدرب إسحاق لاعب الارتكاز حبيب وأقحم مكانه الجناح حمود ليفتح اسنيم المباراة وتبدأ الإثارة وتتوالى الأحداث المشوقة وأصبح اسنيم بلاعبي ارتكاز من أمامهم صانع الألعاب القائد عثمان وأمامه ثلاثي الهجوم حمود وبابوي وابيجيلي.

وأعطى هذا التغيير مفعوله سريعا عندما استلم عثمان الكرة وتلاعب بارتكاز أفسي ومرر الكرة على الجهة اليسرى لدفاع أفسي للمهاجم ابيجيلي الهارب من الرقابة الذي سحب معه دفاعات أفسي وأعاد الكرة من حيث أتت إلى صانع الألعاب عثمان الذي ثبتها بيسراه وسددها بكل ما أوتي من قوة في مرمى أفسي نواذيبو لتبدأ فرحة المعدنيين في المدرجات.

وأخذت المباراة منحنى آخر بعد ذلك بقليل عندما منح حكم المباراة ضربة جزاء لأفسي انبرى لها صانع الألعاب الشيباني لكن سعد بوح حارس اسنيم تمكن من إنقاذ مرماه وصد ركلة الجزاء وتوالت الأحداث سريعا حيث طرد مدافع اسنيم سيدي وبعدها بقليل خرج عثمان مصابا وبعد ذلك بدقيقة واحدة قبل خمس دقائق من انتهاء الوقت الأصلي خرج حمود مصابا ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاجات الأولية وأنهى اسنيم المباراة بثمانية لاعبين حيث خرج لاعبين بسبب الإصابة هما القائد عثمان والجناح حمود فيما طرد المدافع سيدي.

ومع انطلاق صافرة المباراة بدأت احتفالات المعدنيين بليلة السقوط المزدوج للغريم التقليدي حيث فازوا عليه وردوا الدين سريعا وأزاحوه من على كري الريادة في ترتيب الدروي الوطني الممتاز لكرة القدم.